ذكرت مصادر تركية مُطلعة أن الإدارة الأمريكية تضغط بقوة على حكومة أنقرة لكي توقف تجارة البترول مع العراق، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي كولين بأول أبلغ نظيره التركي "إسماعيل جيم" في أثناء اجتماع "الناتو" في "بروكسل" بضرورة الالتزام بتطبيق الحظر الاقتصادي الغربي على العراق.
وجاء الطلب الأمريكي من تركيا في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي لبعض دول الشرق الأوسط؛ لعرض وجهة النظر الأمريكية بشأن العدوان الأمريكي- البريطاني الأخير على العراق.
معروف أن الإدارة الأمريكية تتهم تركيا بخرق الحظر المفروض على العراق عبر تنشيط تجارة البترول الحدودية التي تنقل بالشاحنات.
الحصار أضرنا
من جهته أعلن "محمد أصلان" رئيس غرفة التجارة بمحافظة "غازي عنتاب" الحدودية القريبة من العراق بأن مناطق جنوب تركيا تتعرض لأزمة كبيرة من جرّاء تطبيق بلاده الحظر الاقتصادي على العراق، مؤكدا بأن تركيا هي الخاسر الأكبر من فرض الحظر الاقتصادي؛ حيث بلغت خسائرها 47 مليار دولار- على حد قوله – منذ عام 1991.
وأشار أصلان في حديث له على الهواء من إحدى المحطات التلفزيونية التركية الأربعاء 28-2-2001، بأن 40 ألف شاحنة تعمل في تجارة البترول مع العراق، ويرتزق من ورائها حوالي 28 ألف شخص.
أمّا "يوسف سوم" رئيس غرفة تجارة محافظة "شرناق" الجنوبية الشرقية، والقريبة أيضًا من الحدود العراقية، فقد عبّر عن اعتراضه على الطلب الأمريكي، خاصة وأن مليون مواطن تركي يعيشون على تلك التجارة.
وأضاف سوم أن خزانة الدولة التركية تحصل على 50 مليون دولار سنويا كرسوم من وراء التجارة الحدودية للبترول. وتساءل سوم عن مدى قبول الحكومة التركية لمثل هذا الطلب الأمريكي، وهي تدرك جيّدا أنها قد أوقفت مشروعات التنمية في محافظة شرناق بجميع أشكالها منذ عام 1990.
معروف أن الحكومة التركية الائتلافية بزعامة "بولنت أجاويد" كانت قد أعلنت عن رغبتها في تنشيط خط بترول كركوك- يمورطاليق – (قام بتشغيله "نجم الدين أربكان" رئيس حكومة الائتلاف وزعيم حزب "الرفاه" الإسلامي في عام 1996، ثم توّقف مجددا بعد خروجه من الحكم )-مع العراق، وذلك في نهاية العام الماضي، كما أعادت سفيرها مع العراق بعد توّقف دام قرابة عشر سنوات. أخيرا تشهد الأسواق المالية التركية والاقتصادية تدهورًا كبيرًا منذ الأسبوع الماضي في أعقاب قرار تعويم الليرة أمام العملات الأجنبية.
يشار إلى أن الاقتصاد التركي قد مر بأزمة كبيرة في الأيام الماضية؛ حيث خسر عدة مليارات من الدولارات في غضون أيام قليلة. كما يتظاهر بشكل يومي أعضاء النقابات العمالية والمهنية داخل المدن التركية؛ احتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ويطالبون الحكومة بتقديم استقالتها لمسئوليتها عن تلك الأوضاع.





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق